الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
يشهد موسم الحج أكثر من مليوني حاج سنويا يتجمعون في مكان واحد ويؤدون المناسك جميعا في وقت واحد يرفعون شعار التلبية والتوحيد مستشعرين موقفهم يوم القيامة أمام جبار السماوات والأرض ( إن ربك لشديد العقاب وإنه لغفور رحيم).
شاع في السنوات الأخيرة اطلاق وصف “ذكي” على أي شيء يعتمد على التقنيات المتقدمة ليكون قادرا على التصرف كما يفكر الإنسان او قل كما يفعل أو يتصرف. وهنا أردت إطلاق هذا الوصف على رحلة الحج بكل ما يتخللها من أحداث ووقائع وأعمال. وأود التأكيد بأن الحج الذكي هو الحج الذي يؤديه الحاج كما ينبغي له من شروط وأحكام ومن أركان وسنن من غير تكلف ولا تقصير. فالحاج الذكي هو الذي يوفقه الله إلى الإتيان بجميع أركان الحج وسننه بإخلاص. وأحسب أن السبيل إلى ذلك ليس بالأمر الصعب.
ولكن ما اريد أن اسرده هنا من معنى الحج الذكي هو تبني تقنيات المعلومات والاتصالات في تسهيل أعمال الحج. يعاني معظم المتعاملون في الحج الكثير من التحديات والمخاطر وسأحاول تعدادها ليعيننا ذلك على اقتراح حلول مناسبة:
١. زحام المجموعات السياحية الكبير التي يصل عددها حجاجها إلى أكثر من ١٠٠ حاج في كل مجموعة.
٢. التلوث الناتج عن أدخنة وسائل النقل المختلفة.
٣. انتشار القمامة لصعوبة الوصول إلى الحاويات أو بسبب الجهل والمخالفة.
٤. بعد المناسك عن بعضها يستلزم استخدام الحافلات ويترتب على ذلك زحام مروري خانق.
٥. عدم التنسيق لتفويج الحجاج بين المناسك لتجنب الزحام.
٦. استغلال الحجاج ماليا بسبب صعوبة الوصول الى الخدمات.
٧. صعوبة تقديم الخدمات الصحية في الأماكن المزدحمة.
كل هذه التحديات وغيرها يمكن تجنبها إذا ما كان هناك قليل من التنسيق بين جميع المتعاملين في الحج.
ومع ظهور تقنيات الثورة الصناعية الرابعة التي تتمثل في محاكاة ذكاء الإنسان وسرعة الاتصالات والحوسبة السحابية، برزت حلول تقنية تساعد على تجنب الكثير من المشاكل اليومية وتعالج الكثير من القضايا المعقدة لم تكن التقنيات السابقة قادرة على حلها.
بالنسبة للحج، توجد جهود لا تخفى على أحد من أجل تنظيم مناسك الحج، وهناك أفكار مطروحة لمزيد من التنظيم والتنسيق ومنها تبني التقنيات المتقدمة لمعالجة مشاكل موسم الحج، بعض هذه المشاكل يمكن حلها على مستوى فردي باستخدام تطبيقات معروفة، كمعرفة أماكن الازدحام المروري في الخريطة وتتبع الأشخاص عن بعد إلا أن بعض هذه المشاكل تتطلب تطبيق تقنيات وحلول من قبل مؤسسات أو شركات تنظيمية وخدمية خلال موسم الحج.
إليكم بعض الحلول المقترحة:
- تزويد كل حاج بسوار يحتوي على مجموعة من المستشعرات كتحديد الموقع GPS والبيانات الحيوية للجسم إضافة إلى زر طلب المساعدة الحرجة SOS وتلقي إشعارات أو تنبيهات عن الزحام أو الطلب التوجه إلى مسارات أفضل. ويمكن ملاحظة التصرفات السلوكية المشبوهه وتتبع أصحابه باستمرار دون إشغال كبير للعناصر الأمنية. ليكن هناك نظم تقوم بتحليل السلوك وتساعد في اتخاذ القرار فيما اذا كان يستدعي التدخل.
- نشر أعداد كبيرة من كاميرات المراقبة التي تصور الجموع والأفواج المتحركة ومن خلال التحليل اللحظي للفيديو ومقارنته مع مقاطع أخرى يمكن توقع حوادث معينة أو اقتراح فتح ممرات معينة للتخفيف من الزحام. كذلك يمكن استخدام الصور للتعرف على الناس والبحث عنهم وقياس مستوى الرضا من الخدمات من خلال تعابير الوجوه بالاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. ونظرا لأن قاصدي المشعر الحرام متصلين جميعا بالمنظومة فيمكن للنظم الذكية المساعدة على تحليل المساحات المشغولة والفارغة والاستفادة من البيانات التاريخية السابقة والتنبوء واتخاذ القرار عن ما إذا كان يستدعي تدخلا ما أو خطة توجيه مناسبة.
- نشر أكشاك إلكترونية في مناطق متفرق لطلب المساعدة أو التواصل مع الآخرين كذلك يمكن للحجاج تقديم مقترحاتهم أو آراءهم ومدى الرضا عن الخدمات ومن خلال لوحة المراقبة يمكن معرفة مستوى الرضا في منطق معينة ويمكن الانتباه في نفس اللحظة عن سبب عدم رضا الحجاج في منطقة معينة للمبادرة للبحث عن المشكلة قبل تفاقمها.
- يمكن استخدام الطائرات المسيرة (Drones) لإنجاز مهام يصعب تنفيذها إلا عن بعد كإيصال حقيبة إسعاف أولية أو رش الرذاذ البارد في مناطق مزدحمة جدا وتوتفع فيها درجة الحرارة بسبب الزحام.
- يمكن لترامس مياه زمزم المنتشرة أن تكون ذكية ومزودة بمستشعرات قادرة على معرفة حالة كل ترمس من الحاجة إلى تزويده بالمياه أو الأكواب أو حالة الماء بداخله. فبدلا من الإتكال على كوادر مخصصة لفحص الترامس وتبديلها أو متابعتها.
بعض الأفكار تم اقتباسها من حساب تويتر
كيف يمكن لنا إستغلال #انترنت_الأشياء لخدمة قاصدي بيت الله الحرام والذي هو بلا شك محل عناية كبيرة من لدن قيادتنا الرشيدة. هنا في هذه السلسلة أتحدث عن هذا الموضوع وهو قابل للأخذ والعطاء والرد والنقاش. لا تهمني الحقوق الفكرية طالما كان هذا يخدم الوطن والمشاعر المقدسة.
— علي عبدالعزيز الزبيدي (@AliAAlzubaidi) August 7, 2019
كما يمكن الرجوع لهذا الحساب للتعرف على #إنترنت_الأشياء
بداية من الغد، سوف نلخص لكم معلومات عامة عن #إنترنت_الأشياء في 30 معلومة ثرية. سننشر كل يوم معلومة.
نبارك لكم حلول الشهر الفضيل شهر #رمضان المبارك
شاركوا هذه المعلومات طلابكم وزملاءكم وأصدقاءكم#زكاة_العلم#بالعربي pic.twitter.com/BPmUNT2HgK— إنترنت الأشياء IoT (@iot_oman) May 5, 2019
اكتشاف المزيد من الاستقامة للحج والعمرة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.