بقلم/ الدكتور صالح الصوافي
أخي الحاج/ أختي الحاجة ، هنيئا لكم بهذه الرحلة المقدسة لتلك البقاع الطاهرة وقد كان عهد الله سبحانه وتعالى لخليله إبراهيم وابنه إسماعيل بعدما ألهمهم مكان البيت ورفع قواعده ، بطهارة البيت حيث قال جل جلاله ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) سورة الحج.
وقال في سورة البقرة ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)
وهذه هي المحاذير الطبية:
١- إن هذا العهد المبارك بطهارة البيت حري بك أن تقتدي به فالنظافة الشخصية واتباع العادات الصحية والأخذ بالمحاذير الطبية يتأكد في الحج مع توافد الناس من كل فج عميق واختلاف عاداتهم طباعهم ، ومن هذه الإرشادات ؛ غسل اليدين دائما عند الوجبات وبعد العطاس وبعد استخدام دورات المياه، كما يجب استخدام المناديل عند العطاس والسعال لتغطية الفم والأنف ، ورميها في سلة المهملات، وإذا تعذر ذلك فاستخدم الذراع لتغطية الانف والفم عند العطاس والسعال، كذلك حافظ على نظافة المقر الذي تسكن فيه، ومما ينبغي أيضا المحافظة دائما على نظافة الفم والأسنان.
٢- الابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة، فالتعرض المباشر لأشعة الشمس يسهم في الإصابة بضربة الشمس، ومخاطر سرطان الجلد، وجفاف البشرة واسمرارها والحروق الشمسية، والنزول الأبيض للعين، فعليك البقاء في الظل قدر الإمكان والإكثار من شرب السوائل كل حين واستخدام المظلات الشمسية والنظارة الشمسية وقاية لذلك.
٣- تكثر أعراض الجهاز التنفسي كالسعال والزكام في الحج وذلك بسب الازدحام الشديد والتعرض المباشر لرذاذ السعال فعليك أن تتجنب المصابين قدر الإمكان ، واستخدام الكمامات الطبية أثناء الازدحام مع الأخذ بالاعتبار في استبدال الكمامة بين حين وأخر بكمامة طبية جديدة، كذلك تجنب استخدام أدوات المرضى، وعليك بغسل اليدين وتجنب ملامسة الانف والعين.
ان شرب الماء البارد جدا والتعرض المباشر لهواء أجهزة التكييف يساهم في نشوء الأعراض التنفسية فابتعد عنها.
فإذا ما أصبت بالسعال والزكام – لا قدر الله – فعليك بأخذ الراحة قدر الإمكان واختيار الوقت المناسب لأداء المناسك وأخذ السوائل الدافئة، مع المسكنات ومزيلات الاحتقان والسعال، واستخدام الكمامة الطبية لتقي غيرك من الحجاج.
٤- أخذ الأدوية الكافية لك لمرضك المزمن، فإذا ما كنت مصابا – لا سمح الله – بأحد الامراض المزمنة
كالسكري أو الضغط أو أمراض القلب أو الربو أو أمراض الكلى وغيرها، فتأكد أن الأدوية معك وفي متناول يدك في كل أماكن مناسك الحج في منى وعرفات والمزدلفة والمسجد الحرام، وتأكد من الحفاظ عليها بالطريقة الصحيحة، وعدم مشاركة أدويتك مع حجاج آخرين، والتأكد من وضعك الصحي قبل الشروع في أداء المناسك العظام كالطواف والسعي ورمي الحمرات. وإذا ما شعرت بأعراض مقلقة أثناء أداء الشعيرة فتوقف عن أدائها مباشرة، واطلب المساعدة الطبية أو اتجه فورا لأقرب مركز صحي، فهي منتشرة في كل أماكن أداء المناسك.
٥- عليك أخي الحاج/ أختي الحاجة عدم الإفراط في الأكل الدسم وذلك لتسهل حركتك وأخذ وجبات متوازنة ٣ وجبات رئيسية تحتوي على العناصر الغذائية ( البروتين والمعادن والكربوهيدرات والدهون) مع وجبتين خفيفتين من الفواكه ، والإكثار من شرب السوائل والاحتفاظ بقنينة ماء شرب معك دائما عند أداء المناسك في منى وعرفات ومزدلفة، وتجنب الطعام المكشوف أو الشراء من الباعة المتجولين، والتأكد من تاريخ الصلاحية في المأكولات والمعلبات، فتكثر حالات الإسهال في أجواء الازدحام وقلة النظافة في المأكل وعدم غسل اليدين دائما.
أخوكم/ د. صالح بن سالم بن حميد الصوافي
اكتشاف المزيد من الاستقامة للحج والعمرة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.